شروط بوتين الصارمة.. هل توافق أوكرانيا على إنهاء الصراع؟
الدولة


في ظل الجهود الدولية الساعية إلى إنهاء الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، برزت مبادرة أمريكية تقترح وقفًا لإطلاق النار لمدة 30 يومًا كخطوة أولية نحو تحقيق السلام.
وافق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هذه المبادرة، مؤكدًا التزام بلاده بالحلول السلمية.
من جانبه، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأييده المبدئي لوقف إطلاق النار، لكنه شدد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع لضمان سلام دائم.
وأشار بوتين إلى وجود "خلافات دقيقة" و"أسئلة جدية" تحتاج إلى معالجة قبل التوصل إلى اتفاق نهائي.
تتضمن شروط روسيا لوقف إطلاق النار عدة مطالب رئيسية:
الاعتراف بضم المناطق: تصر موسكو على أن تعترف أوكرانيا والدول الغربية بضم روسيا لأربع مناطق أوكرانية، وهي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، والتي أعلنت روسيا ضمها في سبتمبر 2022.
التخلي عن الانضمام إلى الناتو: تطالب روسيا بتعهد أوكرانيا بعدم السعي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في المستقبل، معتبرة أن توسع الحلف شرقًا يشكل تهديدًا لأمنها القومي.
ضمان حقوق الناطقين بالروسية: تشدد موسكو على ضرورة حماية حقوق الناطقين باللغة الروسية في أوكرانيا، وضمان عدم تعرضهم لأي تمييز.
إجراء انتخابات جديدة: تدعو روسيا إلى تنظيم انتخابات جديدة في أوكرانيا، بهدف تشكيل حكومة تعكس التوازن بين مختلف المكونات العرقية واللغوية في البلاد.
في المقابل، ترفض أوكرانيا بعض هذه الشروط، خاصة ما يتعلق بالاعتراف بضم المناطق والتخلي عن الانضمام إلى الناتو، معتبرة إياها انتهاكًا لسيادتها ووحدة أراضيها. كما تؤكد كييف على ضرورة انسحاب القوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية كشرط أساسي لأي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي سياق متصل، أعربت الولايات المتحدة عن استعدادها لدعم جهود السلام، لكنها شددت على أهمية أن يكون أي اتفاق متوافقًا مع القانون الدولي ويحترم سيادة أوكرانيا.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، مع التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة.
تظل المفاوضات جارية بين الأطراف المعنية، وسط تحديات كبيرة تتعلق بتباين المواقف والشروط المطروحة.
ويبقى الأمل معقودًا على تحقيق تقدم ملموس نحو وقف دائم لإطلاق النار، يمهد الطريق لحل سياسي شامل يعيد الاستقرار إلى المنطقة.