حماية الأرواح أم أزمة معيشة؟ جدل حول قرار منع "البيك أب" في المنيا
المحافظة


جدد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، تأكيده على عدم التراجع عن تنفيذ منظومة إحلال سيارات "البيك أب"، وإدخال سيارات الميكروباص كبديل في جميع الخطوط، مشددًا على تطبيق القرار بحزم في جميع مراكز وقرى المحافظة.
وخلال حفل اصطفاف سيارات الميكروباص، الذي أقيم بمدينة المنيا، شدد كدواني على أن "حماية أرواح الأبرياء أمانة في رقبتي"، مشيرًا إلى أن استمرار استخدام سيارات البيك أب لنقل الركاب جعل المحافظة من بين الأعلى في معدلات الحوادث، وزيادة أعداد الضحايا والمصابين.
وأضاف المحافظ بلهجة حاسمة:
"لن نسمح بالمتاجرة بأرواح المواطنين، وسنقف بالمرصاد لكل مخالف، مع تطبيق القانون على الجميع بلا استثناء."
لكن ماذا عن التحديات؟
رغم وجاهة القرار من الناحية الأمنية وحماية الأرواح، إلا أن هناك أسئلة ملحة تفرض نفسها:
أين البدائل الكافية؟ هل تم توفير عدد كافٍ من سيارات الميكروباص لتغطية جميع الخطوط، خاصة في القرى والمناطق النائية؟
كيف سيتم التعامل مع أصحاب البيك أب؟ هل هناك خطة لتعويضهم أو إدماجهم في منظومة النقل الجديدة دون الإضرار بأرزاقهم؟
ما هي التسهيلات الحقيقية للسائقين؟ رغم إعلان فتح باب التقديم بصورة الرقم القومي فقط، هل هناك دعم مادي أو تمويل ميسر يساعد السائقين على امتلاك الميكروباص الجديد؟
كيف سيتم ضبط الأسعار؟ هل هناك آلية لمنع استغلال المواطنين ورفع تعريفة الركوب بعد تقليل وسائل النقل المتاحة؟
ما هو البديل للمناطق غير المخدومة؟ هناك مناطق تعتمد بشكل أساسي على سيارات البيك أب لنقل الركاب، فكيف سيتم تأمين وسائل نقل مناسبة لها؟
إن تطبيق القانون بحزم أمر مطلوب، لكن تحقيق العدالة في التنفيذ، والاستماع لمطالب المتضررين، وضمان توافر البدائل هو ما يجعل أي قرار مصيري يحقق الهدف المنشود دون آثار جانبية تؤثر على المواطنين. فهل تمت مراعاة ذلك؟