حريق مروع في الجيزة : أبطال تحت الرماد
المحافظة


في مشهد بطولي نادر، تجسدت معاني الشهامة والمروءة عندما هرع ثلاثة شباب مصريين لإنقاذ ثلاثة أطفال من موت محقق بعدما اندلع حريق مروع في إحدى الشقق السكنية بمنطقة فيصل بالجيزة.
لم ينتظروا وصول رجال الإطفاء، ولم يهابوا ألسنة اللهب التي كانت تلتهم المكان، بل تحركوا بدافع إنساني خالص لإنقاذ أرواح بريئة كانت تصرخ طلبًا للنجدة.
الحريق اندلع في إحدى العمارات السكنية نتيجة ماس كهربائي، وسرعان ما تصاعدت ألسنة الدخان الكثيف، محاصرة الأطفال الثلاثة داخل الشقة. ومع انتشار الفزع بين الأهالي، برز دور الأبطال الثلاثة، وهم شباب في العشرينيات من العمر، حين قرروا اقتحام المكان بجرأة نادرة.
بسرعة ودون تردد، استخدم الشباب أي وسيلة متاحة للوصول إلى الأطفال العالقين، متخطين ألسنة النار والدخان الخانق.
نجح أحدهم في دخول الشقة من خلال شرفة مجاورة، بينما ساعده الآخران في حمل الأطفال وإنزالهم إلى بر الأمان وسط تصفيق وتهليل الأهالي الذين احتشدوا لمتابعة المشهد. وبعد دقائق مرعبة، خرج الجميع سالمين، في لحظة امتزجت فيها الدموع بالفرحة والذهول.
بعد إنقاذ الأطفال، وصلت قوات الحماية المدنية وسيطرت على الحريق، بينما تم نقل الصغار إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة، حيث تبين أنهم بخير ولم يتعرضوا لإصابات خطيرة.
أما الأبطال الثلاثة، فقد نالوا إشادة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثنى عليهم الجميع، مؤكدين أن ما فعلوه ليس غريبًا على شباب مصر الذين لطالما ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والشجاعة.
هذه الواقعة ليست مجرد حادثة إنقاذ، بل هي شهادة على معدن المصريين الأصيل، حيث تتجلى البطولة الحقيقية في أصعب اللحظات، حين يكون الاختيار بين التراجع أو المجازفة من أجل حياة الآخرين.